الخميس، 29 يوليو 2010

اشـــــــكي دمـعي


كنت أشتكي من جفاف نهر عيني وقلة دموعي، أريد أن أبكي رغم ضغط الجبال، إلا أني متوقف عن البكاء وعيني كالصخر في طريق نهر دموعي، أريد أن أبكي، محتاج أن أبكي، أرغب في البكاء، أريد صدراً أبكي عليه، أو أرضاً أبللها بدموعي، أريد أن أسقي فؤادي بماء دموعي، دموع فرح أو حزن لا يهم ، المهم أن أبكي وتتدفق دموعي، لا أستطيع البكاء، أتذكر أوقات البكاء لكني لا أستطيع البكاء، قلبي كالحجر لا يلين، متوقف عن البكاء، روحي حزينة وتبكي ولكن بكاء بلا دموع، أريد دموعاً تطفئ نار قلبي الملتهبة من العواطف المختلفة، أريد دموع الحزن أن تتساقط كحبات المطر، أحاجتي طبيعية أم أنها ليست كالبشر، أم أن من طبع البشر كالحجر فكنت كالحجر، هل يبكون أم ليس في أعينهم الدموع؟ أم أنهم مثلي لا يستطيعون البكاء، أم أنهم تربوا على أنه فعل مشين ولا يليق بالكبار، وكأنهم لم يسمعوا ببكاء أشرف الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، أم لم يروا بكاء الصالحين من خشية رب العالمين، هل البكاء حاجة بشرية أم أنها من ترف البرية؟ هل فعلاً يسهل البكاء عند النساء ويصعب عند الرجال؟ أم هم في ذلك سواسية؟ أنا لا أنكر أن دمعتي تخرج لكن ليس كما أريد، فأنا لا أريد قطرات حانية بل سيول جارية تأخذ معها كل محزن، رغم أن القطرات الندية تغسل غشاء القلب وتلمسه بيد حانية، تنزل قطرات الندى من عيني عند خشية الإله أو عند مسامحة إنسان، أو عندما ينزاح هم كبير، أو عند عودة خل حبيب ،أو فراق خليلي، تنزل حبات المطر عند اشتداد الكروب وعند الحروب وعند عناق المحبوب، وسيول الدموع لا تسيل إلا كل سنة أو سنتين ، فعندنا الجو حار صحراوي، وعند أناس تسيل في أي لحظة، وعند أناس فهي يومية كبلاد الفيضانات، وإني أجد أفضل البكاء وأفضل الدموع ما كانت وقت الحاجة ورغبة الإنسان في البكاء، فلا سيول متواصلة ولا قحط خلال السنة، ولكن عند احتياج الإنسان للبكاء ورغبة في البكاء، والسؤال هو كيف يبكي من يريد أن يبكي ؟ وكيف تدمع العين لمن رغب في البكاء؟

ليست هناك تعليقات: