الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الحب


الحب أنواع ..

حب رب العباد .. حب الناس .. حب الأكل .. حب الأزواج .. حب الأطفال .. حب الوطن .. حب الأمة .. حب العالم .. حب البشر .. حب الحيوانات .. حب النجوم والكون وخلق الله .. ولكل حب منهم أسرار .. لكل حب منهم عالم واسع .. لكل حب منهم قصصه المبكية والمضحكة .. سأتكلم عن أجل حب وأدوم حب .. وهو الحب الذي يرقى في النفس ويرفع الأرواح ويطهر الأجساد .. إنه الحب الدائم .. الحب الملازم.. أكثر فيه المتكلمون لكنه واسع كوسع الكون .. عريض كعرض المحيط بل أعلى وأعمق وأرفع وأجل ..
قد عرفت هذا الحب أم لم تعرف لكن رويدك فآن للسر أن ينكشف وكلما كثر الوصف عرف المخفي .. هو حب تشعر به لأشرف محبوب .. ترى كل عظيم فتتذكر عظمته .. ترى كل جميل فتعرف أنه أجل وأجمل .. إنه من تعبد له المتعبدون .. وبكى من خشيته الباكون وتضرع له المذنبون .. هو الله لا إله إلاّ هو .. الرحمن فسأل به خبيراً .. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون شرف المعبود فعز عبد المعبود .. كل ميسر لما خلق الله .. فخلق الجبل ليشد الله به الأرض ويثبتها فخلقه بهذه الصورة والضخامة والشدة .. سبحان كماله خلق المتضادات وجمعها .. جمعها في الكون وفي الإنسان .. خلق الماء وعرشه على الماء .. خلق المحيط ليغوص في حبه عباده الصالحون ويطفوا ويسبح في رحمته .. خلق الهواء لرقي المرتقين في درجات الجنة .. خلق النار لتطهر قلوب المخلصين من كل ما سوى حبه .. أحببناه حباً في صفاته فقد وجدناه أهلاً للعبادة وأهلاً للحب فأحببناه .. لم نره ولكن القلب بصير أردانا أن لا نراه ليحرقنا الشوق من حبه .. لن نستطيع رؤيته إلاّ بعد أن نرقى ونتطهر .. أن نسمو كما سمى أفضل خلقه .. أن نلجأ لرحمته لا لأعمالنا .. خلقنا من تراب فكان خلقنا التواضع .. الإنابة .. الطهر .. الخشوع .. الصلابة .. الشدة .. شكلنا طبائع ومعادن فلا أدري هل يقول الإنسان هذا معدني ويرضى أم يغير طبعه لأجل المعادن .. أم أن لكل معدن عمل لا يصلح إلاّ له .. وهل هناك معادن لها وقت معين لا تصلح الظهور إلاّ به .. يا ترى هل نعرف المعادن التي خلقنا منها ؟
هل هناك معادن فينا بشكل أكبر ؟ كيف يكتشف الإنسان معدنه ؟ يأتي حب الله العميق بالتأمل العميق .. بالتفكر والتدبر .. بمشاهدة الخلق .. التأمل بالأمم السابقة .. بالقراءة للعظماء .. بالقراءة لمن تأمل في الكون و تأمل في حب الإله .. إنه موضوع خطير ولا أدري لم كتبت فيه ولكن شعرت أنها رغبتي رغم تقصيري وبعدي عن طاعة سيدي ومولاي .. لكن لعل الله من يهدي على أيدينا فيرحمنا ورب مبلغ أفضل من سامع .. لعنا نكون ممن طلب أن تحرق جثته ويرمي رمادها فسألته الملائكة فقال : خشيتك يارب فغفر الله له .. لعل الله يستمع لكلماتنا أو يقرأها أحد عباده الصالحين فيرحمنا به .. إن الله عظيم وإن أحبنا فهذا هو الفوز العظيم وإن أحبك عصمك من الكبائر وطهرك من الصغائر بالبلايا فإن أحبك ابتلاك .. وإن رأيت نفسك كثير المعاصي بعيد عن الله فانتبه فربما تكون ممن فرط بنعمة الطاعة فلم يشكرها .. فإن فقدتها فاطلبها من الكريم الوهاب وابكي على خطيئتك واخبر الله أنك ظلمت نفسك وأنه الوحيد الذي سيخلصك .. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من القوم الخاسرين .. لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين .. اللهم لك الحمد على نعمك الكثير .. نعمة الإسلام ... نعمة الإستسلام .. نعمة الخشوع .. نعمة الإنابة .. نعمة القرب منك وكل نعمة أنعمت بها علينا سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت عليك .. ما أجمل القراءة والسماع ممن يقربنا إلى الله ويحببنا فيه ومن دينه .. نشعر بعدها بقرب من الله ورغبة بالطاعة والتسبيح وحب الله .. طوبى لمن تذكرنا رؤيتهم بالله .. أولئك هم الصادقون .. فبهداهم اقتده .. هل سمحنا لأنفسنا بالوقت الكافي لحب الله .. هل خصصنا وقت لذلك .. هل كتبنا وتكلمنا في حب الله ؟ هل قرأنا كثيراً في حب الله ؟ هل نعرف قصص الحب مع الله

ليست هناك تعليقات: